مع موكل صياد مسجل خطر

 كنت قاعد مع موكل صياد مسجل خطر وكان محبوس وطالع من كام يوم. بيحكيلي آخر مرة دي اتحبس صدفة، لإنه الحمد لله دلوقتي بقي استقام ومبقاش ليه في المشاكل ألا قليل.


كل الحكاية أنه كان بيسرح بعد الفجر بالقارب بتاعه ولقى واحد عايم علي وش الماية ومضروب ببلطة في ضهره.

قالي تيار الماية كان شديد واستحرمت اسيبه يدخل في الماية الضيقة لإن الجثة هتتهان وتتفسخ، فقولت أطلعه وأمري لله.

بيقولي بعد ما طلعته مخبيش عليك يا أستاذ البلطة حليت في عيني، قومت خالعها من ضهره ومخبيها معايا فالقارب.

قاطعته وقولتله: طب وبلغت ؟!
قالي: لا يا باشا، لو بلغت هدخل في س و ج ويقولك تعالي اشهد في النيابة، ومش هينوبني غير وجع الدماغ وأنا عاوز أسرح اطلعلي كام كيلو سمك استرزق فيهم.

بيقولي طلعت الجثة في الجسر عند الحتة اللي نسوان الفلاحين بيغسلوا فيها الخضار عشان يشوفوها، وفضلت ادور علي حاجة اغطيه بيها، فين وفين علي ما لقيت شوية قش اغطيه بيهم.

من عادة المباحث انها لما تلاقي جثة بالشكل ده بتعرف ان اللي مطلعه صياد وبتجمع صيادين البلد. وقد كان وجمعوهم طابور في مكتب رئيس المباحث وسألوهم مين اللي طلع الجثة دي، رد صاحبنا وقال: أنا يا باشا.

الظابط خرج بقية الصيادين وقفل الباب وقاله: "وبتطلعه في دايرتي ليه يابن ال*****"، رد صاحبنا وقاله: أنا استحرمت اسيبه، لو كان مشى شوية ودخل في الماية الضيقة كان الازاز واللامؤاخذة الزبالة بهدلته.

الظابط ملقاش مفر من الأمر الواقع وقاله ماشي. وبعت الجثة للمستشفي تتشرح وبعت صاحبنا للنيابة يحكي الواقعة قدام وكيل النيابة، وخلص صاحبنا وروح نام عادي زي كل يوم.

بيقولي الساعة 5 قرب المغرب لقيت باب الشقة بيتكسر وأمناء الشرطة داخلين ياخدوني ومعاهم رتب كبيرة من المديرية غير ظباط المباحث كأني قاتل قتيل.. كلبشوني من أيدي الاتنين وركبوني البوكس وخدوني ع المديرية، وهناك لقيت باشا عميد مستقبلني وبيقولي: "البلطة فين يا ***ك".

بيقولي لسه بقوله مش خسارة البلطة حق ما طلعته يا باشا! لقيته القلم نازل علي وشي، قولتله موجودة يا باشا، وبعتوا الحملة معايا وروحت جبتها.

وهنا كان عمال يسألني هما عرفوا ازاي أنه كان مضروب ببلطة وانا مقولتش، واشمعنى أنا اللي عرفه أنه خد البلطة مع ان يمكن اللي قتله شالها في ساعتها.. وأنا كنت قاعد اشرحله بقى.

من الذكريات (1)
#صهيون_للمحاماة.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال