جاد الحق علي جاد الحق: آخر الشيوخ المحترمين



الشيخ جاد الحق علي جاد الحق هو أحد أبرز وأهم شيوخ الأزهر الشريف في القرن العشرين. وُلد الشيخ في محافظة الدقهلية عام 1917، وتخرج من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر. تولى عدة مناصب دينية مهمة، من بينها منصب مفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر. عُرف بمواقفه الصارمة والنبيلة في مواجهة الظلم والفساد، وبالتزامه بالشريعة الإسلامية في جميع جوانب حياته.

جاد الحق علي جاد الحق.. آخر الشيوخ المحترمين.

من وجهة نظري، فإن هذا الرجل هو آخر شيوخ الأزهر الصالحين.

هذا الرجل لديه مواقف تجعله واحدًا من أفضل أبطال القرن العشرين. من أهمها رفضه مقابلة رئيس الكيان الصهيوني، والتي كانت الرئاسة المصرية مرتبة المقابلة بدون ترتيب أو علم من شيخنا، فالشيخ رفض المقابلة وقال: "لن ألوث يدي بمصافحة قتلة أطفالنا ومغتصبي أرضنا".

كبار الاقتصاديين الحقيرين كانوا يجلسون يلحون على مبارك لأخذ بعض الفتاوى من شيخنا بتحليل فوائد البنوك وتشجيع الناس على وضع أموالهم في البنوك..

فجاء حسني مبارك في اجتماع مع الشيخ جاد وقال له: "بقولك إيه يا مولانا، البنوك قربت تفلس والناس مش بتحط فلوسها في البنوك، وإحنا عايزينك تنقذ اقتصاد بلدك يا بطل، وتحلل وضع الفلوس في البنوك، عشان انت فاهم بقى إن الناس بتثق في الأزهر ودي ضرورات يا مولانا وانت فاهم".

رد الشيخ جاد الحق بغضب: "ومين قال إني بحرم وبحلل؟ اللي بيحرم ويحلل هو ربنا، وأنا مش هغير فتواي أبداً بتحريم فوائد البنوك". وفعلاً، طوال حياة الشيخ لم تصدر أي فتاوى تبيح فوائد البنوك.

جاء وزير التعليم وأصدر قرارًا بمنع الحجاب في المدارس الابتدائية وضرورة موافقة ولي الأمر في المراحل الإعدادية والثانوية، ونسي أنه كان مازال في مصر رجال يعرفون الله ولا يخافون إلا الله. فأصدرت لجنة الأزهر قرارًا أعلنت فيه مخالفة هذا القرار الوزاري للشريعة الإسلامية، مما اضطر الحكومة للتراجع عن تنفيذ القرار.

ومن الفتاوى غير المتوقعة لما الشيخ وقف ضد "مسابقة اختيار ملكة جمال النيل" وكتب مقالًا يرفض فيه أن يحصل هذا الكلام في بلد العروبة والإسلام، بعنوان "أوقفوا هذا العبث فوراً"، مؤكدًا أن الاحتفال هذا عودة مقنعة للرق والنخاسة، وهذا ما يرفضه الإسلام وتعاليمه.

والأهم والأعظم مواقفه ضد قانون سندس "الخلع بدون رضا الزوج" ورفض الاعتراف به طوال حياته، ومقاومته بلا يأس لقانون جيهان للتمكين "الشقة من حق الزوجة".

الشيخ جاد الحق عاش ومات في شقة عادية في الدور الخامس في عمارة بسيطة في حي بسيط، لم يكن له أي أطماع في الدنيا، مع أن الحكومة عرضت عليه نقله لسكن أوسع وأرقى، ولكن الشيخ الكريم رفض، ولم يكن يقبل أي أموال تأتيه من أبحاثه الدينية وكتاباته القيمة، وكان يحتسبها لوجه الله.

رجل لن يتكرر، ليس مثل خدام الحكام تجار الدين وشيوخ الأخوات واليوتيوب.. الله يرحمه وينتقم من كل رجل دين حقير يتاجر باسم الله ودين الإسلام.

الشيخ جاد الحق علي جاد الحق هو نموذج فريد للإمام العادل والعالم الصادق، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم. قضى حياته في خدمة الدين والمجتمع، وحافظ على مبادئه وقيمه الإسلامية في أصعب الظروف. ترك إرثًا من المواقف البطولية والعلمية التي ستظل تذكره بها الأجيال القادمة. نسأل الله أن يرحمه ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه لدينه ووطنه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال