استنفذت طاقتي!

 استنفذت طاقتي!

هكذا كشف يورجن كلوب، بعد 8 سنوات في ليفربول، عن السبب الذي دفعه للتوقف عن أكثر شيء أحبه في حياته.
بإحصاء الأشخاص الذين يحبون كلوب في العالم، بالكاد تجد من أحبه فقط من أجل كرة القدم التي يلعبها، ستجد دومًا الإجابات تدور حول كونه رجلًا ملهمًا، شغوفًا، يمنح الطاقة لمن حوله طوال الوقت، يساعدهم على اكتشاف ذواتهم والإيمان بها، يدرك قيمة العمل والعمل والعمل، لا يعتبر الموهبة وحدها كافية للتعاقد مع اللاعبين، لأنه قادر على إنتاج نسخة أفضل من اللاعبين محدودي الموهبة، ويفسر ذلك بأنه كان هكذا حين كان لاعبًا.
ولكن عند لحظة ما، يتوقف المحرك، مهما كنت شخصًا مفعمًا بالطاقة والشغف، مهما اعتدت الصراخ والقفز وعناق الرفاق بقوة ترفعهم من على الأرض، مهما كنت قادرًا على منح الأمل لمن حولك، وشحن بطارياتهم قبل أن تنفذ.. عند لحظة ما، توشك بطاريتك أنت على النفاذ، ويكون التوقف حتميًا، حتى وإن كان متعلقًا بأكثر شيء تحبه في الحياة. لندرك معه أن أكثر الأشخاص قدرة على شحن بطاريات الآخرين، تنفذ بطارياتهم كالآخرين.
على مدار 8 سنوات في ليفربول، وقبلها سنوات أكثر في ألمانيا، يمكنك أن تجد مئات التصريحات الجدلية، والتعاقدات غير المفهومة، والرهان على أفكار تتجاوز قدرة الواقع على استيعابها من فرط الجنون. ولكن على الجانب الآخر، كان هناك كثير من الحلم والحب والطاقة والشغف والإلهام، وهي مشاعر كافية لتجعل الاهتمام بالأشياء الجدلية حول هذا الرجل هامشيًا، لأنه لا يهم ماذا يفعل كلوب في كرة القدم، طالما كان قادرًا على منح العالم تفسيرات أعمق بكثير عن معانٍ تتجاوز أهميتها الكرة بكثير..
منذ اليوم الأول، وحتى اليوم الأخير. على منصة الأفضل في العالم، وفي خطاب الوداع؛ كان كلوب متجاوزًا لحدود كرة القدم، قادرًا على سحبك إلى داخل الحكاية، لتتوقف عن دور المشاهد، وتشعر معه أنك جزء من الرحلة.
وفي وداعه، ظهر كلوب كما هو منذ اليوم الأول؛ ملهمًا. ولم نعثر في قواميس اللغات ومعاجمها على لفظ يناسبه أكثر من ذلك.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال