المظلومة !
من فترة شفت فيديو يظهر امرأة في الصعيد في خلاف مع رجل، والرجل يحمل رشاش وقال ايه "احتل بيتها". على طول ضحكت وقلت: "الحكاية مش كده ولازم يكون فيه قصة ثانية وراء المشهد اللي احنا شايفينه".
بعدها لقيت شاب من نفس البلد بيحكي القصة الحقيقية وأنها أخبرت الجيران أنها باعت البيت لهذا الرجل وفي نفس الوقت تلاعبت بالرجل من خلال الفيديو اللي اتصور.
بعدها بفترة شفت فيديو الشاب في فرحه اللي بيشد زوجته بعنف عشان هي بتعمل حاجة مش عجباه لم يوضحها التصوير، وهو يشدها وهي ترفض مسايرته وقعت على السلم، والدنيا اتقلبت على الشاب. بعدها اكتشفنا أنها كانت بترقص مع قريبها وهو شدها من الرقصة.
بعدها فيديو لامرأة في الحرم بتشتكي أم جوزها بمنتهى الحرقة، وتدعي عليها، وطلع جوزها حكى قصة ثانية خالص.
بعدها فيديو لامرأة تشتكي لرسول الله: "لم يستوصوا بنا خيرًا يا رسول الله"، ويطلع جوزها يحكي قصة ثانية خالص.
في الآخر خالص، جميعنا رجال ونساء وأطفال وحطابي الجبال والعجائز أمام المواقد في الثلوج، كلنا على يقين أن النساء تحكي قصصًا لا علاقة لها بالقصة الحقيقية خالص مالص. فقط عليك إلا تصبر قليلًا لتعلم أن القصة مختلفة خالص.
الصدق عادة نسائية مصرية أصيلة !
يشتكي أحد المتابعين من الآتي:
أولًا، أهل البنت يرسلون للعريس صورة للمخطوبة وهي عندها ٢٠ سنة، ويروح يلاقي كائنًا مختلفًا عن الصورة التي تم إرسالها. وبسؤال البنت وأهلها: "ليه كده؟"، يقولون: "لعله يعجبه روحها، والشكل والوزن واللون والملامح مش كل حاجة، المهم روح البنت." ولما العريس بيروح، ما بتعجبه روحها لأن روحها تكون امتلأت بالمحشي والمكرونة.
ثانيًا، عند حدوث خلاف في الاتفاقات بين العريس وأهل البنت، ويصلون إلى طريق مسدود، يقوم أهل البنت بتأليف قصة مختلفة تمامًا عن ما حدث.
عزيزي المتابع، تأليف قصة غير القصة وأحداث غير الأحداث هي عادة نسائية مصرية أصيلة. مستحيل، مستحيل، مستحيل، تجد امرأة مصرية تحكي القصة كما حصلت. حتمًا ولابد ولزامًا، قصة ثانية مالهاش علاقة بالقصة الأساسية. لكن، عشان ما نظلمهم، هم يكونوا متخيلين القصة حصلت بالشكل ده: على شوية مشاعر، على شوية أحاسيس، على شوية تمويه، كده أكيد هتلاقي قصة مختلفة تمامًا.
زوجة تضرب أم زوجها بالشبشب !
المشهد اللي انت شايفه ده زوجة مصرية بتضرب أم زوجها المصرية والزوج مسافر. أم الزوجة شايلة الطفل وبتستميت عشان تمنع بنتها من التصرف ده، لكن للأسف مقدرتش تمنعها.
أغلب بنات مصر المتزوجة جديد واللي لسه هتتجوز، تفكيرها هيروح إن الزوجة "جابت آخرها"، وده النموذج اللي انت بتتعامل معاه حاليًا. وأشهر كلمة نسائية في مصر حاليًا "جابت آخرها"، وكأن الزوجات زمان مكنش ليها آخر.
أغلب نموذج أم الزوجة هتظهر لنا إن الزوجة غلطانة، ولكن جواها بتعذر الزوجة، لأن أم الزوجة من جهة تانية عندها ابن متجوز أو هيتجوز، وبعد شهر ولا اثنين مراته هتعجنها نفس العجنة دي! فخايفة على نفسها من ضرب الشبشب.
أغلب نموذج أم الزوج هيرفض المشهد مهما عملت أم الزوج.
إحنا هنا بقى ميهمناش ده كله، إحنا يهمنا الشاب وهيبته اللي راحت، لأن مراته ضربت أمه بالشبشب وجرتها من شعرها، وكمان فلوسه وابنه اللي هيخسرهم مع النموذج ده اللي محدش ضامن إنه يلبس فيه.
النموذج البناتي المتوفر حاليًا لو أعطوه لك بلاش، انت الخسران. وإن أخذته وأخذت نصف مال أبيه، يا دوبك تكون عوضت خسارتك معاه.
النموذج ده تاخده بلاش وكمان تكون فاصل قرار الزواج عن قرار الإنجاب، لأنه غير صالح للزواج أصلاً، فما بالكم بالإنجاب وتربية جيل.
المرأة المصرية وهيبة الزوج:
كون زوجتك توصل للمرحلة دي، اعرف إنها مش خايفة منك. يحضرني كلام راجل صعيدي كبير في السن لما قال: "المرة حتى لو حبت تخون وتغدر عادي، إنما لو هابت متقدرش".
تعيش مع واحدة بتهابك وتعمل حساب ليك، أحسن ما تعيش مع واحدة بتحبك ومش بتقدرك. وأي فعل يقلل من مهابة زوجتك ليك متعملوش، حتى لو هيتقال عليك متشدد ومعقد وكل الهري ده. وأكيد لو اجتمع الحب والمهابة مع بعض، يا ريت.
الآن، وبعد اكتشافهم وجود الكاميرات، دعنا مما يقول هذا الرجل الآن، ولكن المهم ماذا كان سيقول هو وزوجته وابنته لولا وجود الكاميرات؟ هل كانوا سيقولون الحقيقة؟
منذ قليل، امرأة على صفحة أخذت كلامي واتبعت نظام سكان خيبر أيام رسول الله عليه الصلاة والسلام في تحريف الكلم عن مواضعه. أنا متأكد أن هذه الزوجة كانت ستدعي أن أم الزوج ضربتها، هذا هو الأصل في سرد القصص، وكانت ستدعي أن فعلها ما هو إلا ردة فعل.
دائماً سيبرر إنعدام الأدب وتطاول اللفظي والتعدي البدني الحاصل من الزوجة بالسحر والعين والحسد، ودي أفضل شماعة يرموا عليها بلاهم، ومحدش هيراجع وراهم.
لولا أن الحوار كله متصور بالصوت والصورة. لكانت هذه الزوجة الأصيلة رافعة قضايا وفشخت جوزها وأمه وكله بحق الولايا والعيال.
المظلومة.. المرأة المصرية والصدق خطان لا يلتقيان
(أم الزوج امرأة مصرية، الزوجة امرأة مصرية، أم الزوجة امرأة مصرية، أخت الزوجة امرأة مصرية، أخت الزوج امرأة مصرية). العامل المشترك في كل الجمل السابقة هو امرأة مصرية.
نموذج المرأة المصرية ليس جنسية بل فكرة لصناعة الإشكالية محورها افتراض الإنجاب من أول ساعة والمال. والدليل أنك هتلاقي أغلب وصف نساء مصر للزوج بالبخل والنطاعة، هتلاقي هما دول الكلمتين الأشهر التي تصف بها المرأة المصرية زوجها..
وده يدل على أن محور اهتمام نموذج المرأة المصرية وتركيزها في نقطتين، الأولى: الإنجاب السريع لإثبات كفاءة أجهزتها التناسلية، والثانية: النفقة أو بمعنى أدق التحكم في مال الزوج، لأن فلوسه بتعتبرها المرأة المصرية رزقها ورزق عيالها.
الزوجة في الإسلام بيتم متابعة خروجها ومكان وجودها ومدته، فهي مقيدة الحركة بإذن الزوج. صحيح ده مبقاش موجود الآن في مصر، وفي الغالب الزوج هو اللي مقيد الحركة بإذن زوجته. والنساء المصريات قلبوا الوضع، فأصبح اللي بيشك في مراته بيشك في نفسه.
طيب مين اللي هيقيد حركة الزوجة في غياب الزوج على الأقل عشان الزوج ده في الغربة يرتاح؟ هيحطها في بيت أهلها بعد ما اكتشف أن أبوها أصلًا ملوش أي سلطة تقييد على أمها؟ ولا يحطها عند أمه، والمجتمع المصري ياكله حي عشان أمه تسألها رايحة فين وجاية منين؟ لأن الزوجة حاليًا في مصر هي أعلى سلطة في البلد، تقدر تفعص أم الزوج بصباعها الصغير وبالقانون.
ولا يسيب شغله ولقمة عيشه في الخليج وكل أمله أن يحوش قرشين عشان يحسن مستواه؟ طيب يرسل الفلوس لزوجته بعد اللي احنا بنسمعه ونشوفه من تلاعب زوجات مصر بمال الزوج المغترب، ولا يرسل لأمه؟ قناعة الشاب بأن أمه هي أحرص الناس على ماله ضد مصالح الزوجة المصرية، وخاصة بعد أن أصبحت الزوجة المصرية هي الأشهر عالميًا في هلك مال الزوج ومسكنه وولده بعد أن امتلكت طلاقه ومبقاش ليه ذمة يمسك زوجته فيها.
الزواج في مصر أساسه مغالبة الزوجة للزوج لتحقيق أكبر قدر من المصالح، رغم أن الزوجة في الإسلام أساسها أنها تعين الزوج على أمر دينه ودنياه، وده غالبًا مستحيل يحققه نموذج الزوجة المصرية المرتبط حاليًا بهلك المال والمسكن والولد.
إزاي الزوج هيحقق مصالحه من هذه الزوجة في ظل هذا النموذج النسائي الفريد عالميًا؟ أظن ده حاليًا في مصر مستحيل.
إلا رقابة أم الزوج !
تقريبًا هي أجمل فتاة في المركز لدرجة أنهم بيدلعوها باسم "جميلة"، وكمان خلق ودين ومن أوائل الدفعة. مين يقدر على ثمنها إلا شاب مسافر الإمارات؟ اشترى ٢٠٠ جم ذهب، وجهز شقة في بيت والده، وكتب مؤخر من ١٢ سنة ٢٥٠ ألف جنيه، ونزل دخل عليها وحملها وسافر.
وبدأت الخلافات. عايزة تروح عند أمها عشان حامل، وهو يحاول يمنعها وهي تعند وتروح. وأمه تحاول تمنعها وتتخانق مع أم الزوج، وتروح. ولدت بنت ومرجعتش منزل الزوج. وكانت الشروط: إما أقعد في بيت أهلي وترسل مصروفي أنا وبنتك، أو تشوف لنا شقة بعيد عن أمك وسيطرتها ورقابتها لأنها ملهاش تراقبني ولا تتحكم في دخولي وخروجي وكمان أنا هشتغل، أو نطلق وكل واحد يروح لحاله.
نصحه أهل الخير وأئمة المساجد أنه يأجر لها شقة طول ما هو غايب. وفعلاً، أجر لها شقة ونقل عفشه فيها واشتغلت موظفة في أكبر مستشفى في المركز بمرتب ٢٠٠٠ جنيه. وهديت حياة الشاب. ونزل الإجازة، حملت تاني وخلفت ولد، وحياة الشاب اختلفت ١٨٠ درجة.
هي الآن أشطر واحدة في المركز في تخليص الأوراق. عايز عداد ماء أو كهربا؟ تخلصه! عندك مشكلة في وزارة الصحة؟ تخلصها! في التأمين برضه ماشي! في مديرية التربية والتعليم؟ صاروخ! عندك مشكلة في المركز؟ هوا تكون محلولة. والحقيقة، محدش من رجال المركز مخلينها محتاجة حاجة أبدًا.
القصة وصلتني من ثلاث أيام، وهي تسأل زوجة صديقي، "إزاي انتي مش بتعرفي تخلصي الأوراق بطرقة أصبع؟" المرأة التي تتحدث معها، قال إيه، بتقولها: "اطلقي لو الموضوع كده." فكان ردها: "أعوذ بالله، إلا خراب البيوت. ده ميرضيش ربنا أبدًا. وكفاية إني صابرة عليه وهو في الغربة".
هو متزوج وبيجي شهر في السنة فإذن هو ضيف مش زوج والضيف لا يسأل ولا يغضب ويقعد بأدبه واحترامه لحد ما يمشي ويتشال فوق الراس طول ما هو بيسمع الكلام.
الرجل المصرى الذي لا يملك مالاص كثيراً أو سلطة أو كليهما هو رجل مُباح العرض والشرف والكرامة ولا يمكن إحكام سيطرته على زوجته، وهذا بقول وحكم وقوة القانون.
النفقة المناسبة للمرأة المصرية
هذا النموذج للزوجة المصرية يستدعي أن تكون النفقة عليه يومية، يزيدها وينقصها الزوج بناء على ما يرى منها من تقديم خدمات. وإذا لم تحقق هي له نوع من الرقابة والمتابعة، يوقف هذه النفقة عليها وشكرًا.
إذا كان الطرف الأكثر استفادة بالقوانين الأكثر استعلاء وتسيدًا بها إذا شاء، لن يترك أسلحته التدميرية للأسرة والأولاد في مقابل النفقة عليه إذا لا يرى الإنجاب، بل يترك ليدمر أسرة غيرنا. لعل الطلاقات المتعددة تخلق نوعًا من الحذر والهالة الشديدة والخوف من الإنجاب منها، فضلًا عن إعطائها المال.
فكما نعلم، أكبر ضربة لعديمة الدين والتربية والأخلاق هي أن تجبرها أو تضطرها إلى مشاركة المصروفات المنزلية. ساعتها سوف ينقلب السحر على الساحر، وتعلم أن عملها ومجهودها المضني ليس له أي قيمة، لأنها لم تستثمره كما تخطط.
خطتها: هي أن تأكل وتشرب وتُغطى تمامًا بالمجان، ثم تبتلع أجرها من عملها لتحقق به أحلامها في اصطياد زوج آخر.
ضرب الزوج لزوجته في الشارع !
زمان كنت بشتري لمبات من شارع في الإسكندرية، وزوجة عمالة تستفز زوجها وتشتمه بملامح ثابتة وبصوت واطي. وكده محدش في الشارع هيلاحظ انفعالها ولا هيسمع صوتها. تابعت الكلام وفهمت أنه غصبها على النزول من بيت أبوها اللي كانت في زيارتهم، وهي قررت أنها تخليه يضربها في الشارع.
تصعيد الزوج للضرب في الشارع إما يؤدي إلى خراب أو هي تجيب آخره. بتقول له بكل هدوء: "لو راجل انطق يا خول وأنا أوريك." وفيه فيديو منتشر على النت الزوجة بتقول للزوج: "اخرس، متنطقش، وأنا حرة بكيفي".
المهم، الشاب ده وشه يروح ألوان مع كلامها. لو سكت، هتبقى قالت كلام ماينفعش فيه المسامحة. ولو ضربها، هتنكر اللي قالته وتحكي قصة جديدة. ونتيجة ضربها في الشارع محدش يعرف هتنتهي على إيه !
مين اللي المفروض يخاف ويحافظ على الصورة العامة؟ المجتمع المصري فيه نماذج من عائلات الزوجات عندهم كام ثور شغالين على قاعدة "بنتنا ماتضربش مهما قالت أو عملت." وفعلاً هؤلاء الثيران بيضربوا الزوج لو ضرب بنتهم حتى لو قصاص لنفسه. بنتهم بقت متربية أحسن تربية وهي بقرة بنت ثيران وغير منضبطة القول والفعل.
المهم، قربت من الشاب وقلت له: "أنا سمعت من غير قصد وحاسس بيك، ماتنفعليش لأنها هتموت عايزاك تضربها والله أعلم هتوصل لإيه."
قال لي: "والحل؟".
قلت له: "رجعها بيت أهلها الآن، لأنك إذا روحت بيها البيت، هتكمل استفزازك هناك وهتخليك تضربها في البيت. طالما فلتت منها فرصة الشارع، هتحاول في الفرصة اللي بعدها وهي البيت."
في ثواني، قالت: "مش هروح بيت أهلي."
قلت له: "تعالى نقعد على الكافيه ده واتصل على حد من أهلها."
قالت: "خلاص، هروح بيت أهلي." وسابتنا ومشيت. الزوج هيجري وراها يمسكها لأنها سابتنا ومشيت. مسكته وقلت له: "حاسب، هتشدها هتصوت."
الزوجة ركبت ميكروباص، وأنا اديت رقم موبايلي للزوج وقلت له: "هي هتروح بيت أهلها دلوقتي وتقول شتمني وبهدلني في الشارع ومش هتقول ضربني وهتكتفي بغنيمة السب والإهانة. عموماً، ابقى اتصل علي."
عرفت بعدها منه أنهم اتصلوا عليه عشان يحلوا مع بعض، وكلمة منه وكلمة منهم، قام يمشي فضربوه. بعدها عرفت أنهم راحوا المحكمة عشان حقوق الأولاد.