Red Pill أو Redpills أو ريد بيل أو الحبة الحمراء
لا بد أن احدى هذه المصطلحات قد صادفك عدة مرات من قبل خلال تصفحك للانترنت خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد انتشار الريدبيل بين الشباب انتشار النار في الهشيم وتصاعد انتشارها يوماً بعد يوماً مع انتشار روادها بين الشباب أكثر وأكثر !
كيف ظهرت الريد بيل Redpill ؟
خلال السنوات الأخيرة ظهرت حركات اجتماعية جديدة تحمل رؤى وفلسفات مختلفة. من بين هذه الحركات، تبرز "الريد بيل" أو "الحبة الحمراء" (Red Pill) كواحدة من أكثر الحركات إثارة للجدل. ظهرت هذه الحركة لأول مرة في عام 2012 على موقع "ريديت" (Reddit)، وسرعان ما انتشرت بين مجموعات اليمين البديل والمتفوقين البيض وجماعات "المانوسفير" (Manosphere).
يُعزى نجاحها السريع إلى رؤيتها النقدية للتوغل النسوي في المجتمع الغربي، ودعوتها لإعادة النظر في القوانين والعلاقات بين الجنسين من منظور يصفه أنصارها بالواقعي.
وقد اكتسبت الحركة شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصّص لها المهتمون مدونات وصفحات ومجموعات، وقنوات على يوتيوب، للتعريف بأفكارها، ولتبادل الخبرات والنصائح بين الأعضاء. وقد أصبحت لهذه الحركة أصداء داخل المتجمع الافتراضي العربي أيضاً، فأُنشئت عنها صفحات ومجموعات من دول عربية مختلفة، وقنوات يوتيوب لترجمة المحتوى الأجنبي وشرحه، تعريفاً بهاً ونشراً لأفكارها.
ما هو الريد بيل وما معنى كلمة Red Pill ؟
الريد بيل أو «الحبة الحمراء» (Red pill)، هي فلسفة سيكولوجية ذكورية انتشرت بين الرجال بعد ظهورها الأول سنة 2012 على موقع ريديت (Reddit)، وتتبنى هذه الفلسفة طرق وأساليب الرجال في التعامل مع المرأة وطرق إدارة حياتهم وتطويرها عن طريق تلقي ونشر الوعي الذكوري بين الرجال وبعضهم البعض، وتعتمد هذه الحركة في مفاهيمها وتحليلاتها بشكل أساسي على علم النفس (Psychology) وعلم الاجتماع (Sociology) وعلم الأخلاق (Ethics) وعلم الإنسان (Anthropology).
الريد بيل ليست حركة ذات دعوة معينة، بل هي فلسفة هدفها الرئيسي توعية الرجال بالقوانين النسوية والأيديولوجيا الأنثوية الطاغية على العالم، والتعريف بأهم أسسها وركائزها وأساليبها، وشرح طبيعة الأنثى وكيفية تفكيرها، إضافة إلى توعية الرجال بالدعم الإعلامي والطرق التي تستعملها النسوية لجعل الرجل مستعبدًا لدى المرأة.
لا تعارض الريد بيل الزواج والارتباط بالمرأة، وليس لها أي مطالب أو تنظيرات، فهي تعرف نفسها بأنها فلسفة توعوية للرجال والذكور لتعريفهم بالحرب المعلنة عليهم من النسوية، وتوعيتهم بمدى تغلغل النسوية في العالم، كما تهدف إلى هدم بعض الأمور التي تلقاها أغلب رجال الجيل على أنها مسلمات وبديهيات، على رأسها نظرية "الأنثوية الملائكية" أو كما يسمونها في الغرب "women are awesome" والتي تعتبر أصلًا كبيرًا من أصول النسوية، تتفرع منها الكثير من المعتقدات كأيديولوجيا الضحية والمظلومية.
وقد تم تبني هذه الفلسفة على نطاق أوسع من قبل الشباب والرجال المحافظين في الغرب حتى وصلت بعد فترة قصيرة إلى المجتمعات العربية. وأُنشئت عنها صفحات ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي من دول عربية مختلفة، ثم تم إنشاء قنوات يوتيوب لترجمة المحتوى الأجنبي وشرحه، لتعريف الشباب بها ونشر أفكارها.
واكتسبت الريد بيل شعبية كبيرة بين الشباب العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين شباب ورجال شمال افريقيا، وبدأ يُخصص لها المهتمون صفحاتهم ومنصاتهم للحديث عنها والتوعية من خلالها؛ حتى أصبح الآن أصبح من الطبيعي والشائع تبادل الشباب الخبرات والنصائح على صفحاتهم الشخصية أو مجموعات الفيسبوك الخاصة بهم.
الفرق بين الذكورية والريد بيل
يمكن أن نسمي الريدبيل أيضاً بحركة الرجل، أو حركة حقوق الرجال، أو الذكورية، حيث ظهرت الموجات الذكورية الأولى رداً على انتشار الطغيان النسوي في أواخر ستينيات القرن الماضي في الغرب، وكانت لا تزال حديثة الظهور في بداياتها المبكرة.
صحيح أن بعض التنظيرات الذكورية الأولى ترجع إلى بدايات القرن الـ 21 لكن الظهور الفعلي لأول حركة ذكورية منظمة كان ظهور الريد بيل في عام 2012 من خلال موقع ريديت..
بدأت بعدها فلسلفة الريد بيل انطلاقتها القوية واشتهارها سنة 2015، وبعد سنتين أو ثلاث على الأكثر ظهرت في العالم العربي.
ما هو موقف الريد بيل من النساء والفتيات ؟
لا يملك مُنتسبو حركة الريد بيل أي كراهية للنساء أو الفتيات، وربما على العكس لديهم علاقات صحية جداً معهن. ولكنهم يرون أنه من الضروري واللازم توعية الرجال ونشر الوعي بينهم حتى لا يكونوا ضحية الإستغلال الأنثوي أو القوانين النسوية.
يرى مُناصري حركة الريدبيل أنها ردة فعل طبيعية على «التوغل النسوي» في المجتمع الغربي، إذ جاءت لتوعية الرجال بخطورة الأفكار النسوية، وشرح طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، حيث تُسلّط الضوء على القوانين المُجحفة بحق الرجل في مؤسسة الزواج، كما تسعى لمُحاربة الأفكار التي يُروّج لها «الإعلام اليساري الليبرالي» القائم على النسوية، من تكريس لمظلومية المرأة وشيطنة للرجل.
أنصار الريدبيل يؤمنون أن فلسفة الحركة ليست ضد فكرة الزواج لذاتها، وإنّما ضد القوانين المُتحيّزة ضد الرجال، حيث أصبح الرجل –وفق وصفهم– مجرد ATM (ماكينة صراف آلي)، وطرف خاسر في قضايا الطلاق والحضانة والنفقة وغيرها.
الريد بيل والزواج Redpill
مُنتسبو الريدبيل يؤمنون ليست لديهم أي مشكلة مع الارتباط وليسوا ضد فكرة الزواج لذاتها، ولكنهم ضد القوانين المُتحيّزة ضد الرجال، ويؤمنون بضرورة اكتساب الوعي الكافي قبل التعامل مع الأنثى والإقدام على الزواج. حتى لا يجد الرجل نفسه مجرد ATM ومزود خدمات.
الفرق الريد بيل Red Pill و MGTOW (الميغتاو)
توجد العديد من المذاهب التي تعد نفسها "ذكورية" تسعى إلى إعادة مكانة الرجل وحقوقه في ظل الوضع الحالي، ومن بين أحد أشهر هذه المذاهب انتشاراً هو الميغتاو:
معنى كلمة MGTOW «ميغتاو»
يعني مصطلح MGTOW «ميغتاو»: الرجال الماضون في طريقهم الخاص (اختصار: Men Going Their Own Way). وهو يعبر عن مُنتسبو حركة المغتاو، التي تشبه الريدبيل ولكن تختلف عنها في الآتي:
أما تيار MGTOW (الميغتاو)، فهو يشترك مع الريد بيل في مُناهضة النسوية، والمركزية الأنثوية (Gynocentrism) التي اعتُبرت قائمة على كره الرجال (Misandry). لكن يختلف في مسألة دعوته إلى تجنّب أي علاقة مع النساء، واعتزال عموم مجتمع النساء الذي أفسدته النسوية.
الميغتاو MGTOW
الميغتاو والزواج MGTOW
مُنتسبو المغتاو MGTOW يؤمنون أن أفضل طريقة لتجنب فساد النساء وأفكارهم النسوية المستحدثة هو تجنبهم تماماً، مما يجعلهم ضد فكرة الزواج من أي مرأة عصرية تماماً، على عكس مُنتسبو الريدبيل الذين ليست ضد فكرة الزواج لذاتها، ولكنهم يؤمنون بضرورة اكتساب الوعي الكافي قبل التعامل مع الأنثى والإقدام على الزواج.
لماذا سميت الريد بيل Red pill بهذا الاسم ؟
أصل التسمية:
شعار «الحبة الحمراء» مستوحى من فيلم الأمريكي الشهير المصفوفة (The Matrix) من انتاج 1999، حيث يُعرض على البطل «نيو» الاختيار بين حبّتين، إحداهما حمراء و الأخرى زرقاء، الحبة الحمراء تُريه الحقيقة الغائبة عنه والوعي مع الصدمة والمشقة، فتناولها يؤدي بصاحبها إلى الخروج من الغفلة و العلم بالحقائق وإن كانت هذه الحقائق صادمة و شاقة على النفس. أما الحبة الزرقاء فتُبقيه في الوهم الذي هو عليه وتجعله غافلاً عن مرارة الحقيقة لأجل الراحة.
يعني «أخذ الحبة الحمراء» أن الرجل قد فتح عينيه على «حقيقة المرأة»، وطبيعة العلاقة معها، أمّا أصحاب الحبة الزرقاء (Blue Pill) فهم «المُغيّبون عن الحقيقة»، المُناصرون للأفكار النّسوية، التي تسرّبت إليهم عبر الإعلام الموجّه والأعمال الأدبية والفنية المُروّجة لها.
تُطلَق على هذه الفئة عدة تسميات بقصد السخرية والتسفيه، كوصفهم بـ "السمبنة" والانبطاح، بسبب لُطفهم و تودّدهم المبالغ فيه تجاه النساء، و استعدادهم للتنازل عن كرامتهم في سبيل الحصول على علاقة أو اهتمام. و لعلّ أشهر تسمية متداولة، كلمة «سيمب» (Simp).
معني كلمة سيمب (Simp).
وهي كلمة مأخوذة من الكلمة الإنجليزية Simpleton التي تعني مُغفل. و هناك عبارات تحقيرية أخرى يوصفون بها مثل: Beta Male و Pathetic weasel.
فيلم الحبة الحمراء - The Red Pill
في العام 2016، صدر فيلم وثائقي بعنوان الحبة الحمراء (Red Pill)، وهو ما ساهم في زيادة انتشار فلسفة الريد بيل في الغرب. الفيلم من إنتاج وإخراج ناشطة نسوية سابقة، حيث يعرض الفيلم رحلتها من النسوية حتى انشقاقها عنها وتحولها إلى مناصرة حقوق الرجال. وقد أثار الفيلم جدلاً حين عرضه، حيث عرضت في الفيلم رحلتها من الإخلاص للنسوية إلى الكفر بها ومحاربتها، بعدما جمعت آراء بعض مُنظري الذكورية في الغرب.
وعلاقة بالنساء المُناهضات للنسوية في الغرب، يستشهد "الريد بيلرز" (Red Pillers) بمجموعة من النماذج في هذا الصدد، مثل الأمريكية "هيلين سميث" (Helen Smith) في كتابها "الرجال في إضراب" (Men on Strike)، التي اعتبرت فيه أن الحركات النسوية أدّت إلى مقاطعة الرجال للزواج، واكتفائهم بعلاقات خارج إطاره، وذلك بسبب الهجوم على "الصفات الذكورية" بدعوى أنها ذكورية سامّة (Toxic masculinity).
كما نجد الأمريكية "كريستينا هوف سومرز" (Christina Hoff Sommers) في كتابها "الحرب ضد الأولاد" (The War Against Boys) تتحدث فيه عن تفضيل البنات على الأولاد في المدارس، وآثار ذلك على مستقبلهم.
ويُشار أيضاً إلى الألمانية "إستير فيلار" (Esther Vilar) في كتابها "الرجل المُتلاعب به" (The Manipulated Man) التي عرضت فيه كيفية تلاعب النساء بالرجال. والألمانية "إيفا هيرمان" (Eva Herman) في كتابها "مبدأ حواء: من أجل أنوثة جديدة" (Das Eva-Prinzip: für eine neue Weiblichkeit)، التي دعت فيه المرأة للعودة إلى البيت والاهتمام بأطفالها وأسرتها، حيث تقول: "إن الحركة النسوية سلبت النساء أنوثتهن، وإن ما دعت إليه لم يكن في صالح النساء، وإنه ينبغي أن يعاد الاعتبار إلى الأم وربة البيت، وأن يخرج المجتمع من تلك المعارك «الوهمية» بين النساء والرجال".
نجد أيضاً الكاتبة الفرنسية "إليزابيث ليفي" (Élisabeth Lévy) التي تشغل منصب مديرة تحرير صحيفة (Causeur)، حيث عنونت العدد الصادر بتاريخ 8 يوليو (تموز) 2015 بعنوان "الإرهاب النسوي" (la terreur féministe)، هاجمت فيه أفكار ما سُمّي "بالحركة النسوية الجديدة"، وفي وصفها لهذه الحركة اعتبرت ليفي أنهنّ "لن يكُنّ راضيات إلّا عندما يكون الرجال نساءً مثل الأُخريات، وعندما يستأصلن فكرة الذكورة نفسها".