الرجل الضعيف




المجتمع يحتقر الرجل الضعيف،
النساء تحتقر الرجل الضعيف،
الرجال يحتقرون الرجل الضعيف.
الجميع قد يشعر بالتعاطف أو الشفقة نحو المرأة الضعيفة، لكن بالنسبة للرجل الضعيف، الجميع يشعر نحوه بالإحتقار والإستهانة والإستهزاء.

والضعف في هذا النوع من الرجال ليس ضعف القوة الجسدية، لكنه ضعف عاطفي، أو نفسي، أو عقلي، أو روحي.
تجد الرجل بعضلات، لكنه يتعرض للإهانة والسخرية، أو يقع تحت السيطرة بسهولة. يخاف أن تتركه المرأة، يخاف أن يعيش وحيداً بدون صحبتها، ويستسلم ليكون تابعاً وعبداً.
يحتاج لها كي يشعر بعدم النقص وبالإشباع لاحتياجه لها. يخاف من الشعور بالوحدة أو من الشعور بأنه لا يجد من يحبه ويحنو عليه ويتقبله.

واليوم انتشرت نسبة كبيرة من الرجال الضعفاء بسبب الأفلام الرومانسية.
نعم، الأفلام الرومانسية... أفلام تناسب الفتيات في سن المراهقة، لكن بعض الرجال تربوا على هذه الأفلام، وأصبحت في عقله صورة الرجل هو من تصرخ فيه حبيبته، وتصفعه على وجهه، بينما هو ينظر بإستكانة في انتظار أن يتحسن مزاجها وهرموناتها المتقلبة، لأنه "راجل كيوت" و"جنتل" و"عاطفي" و"حبوب". لازم يستحمل حبيبته علشان هو بيحبها وعواطفه الساخنة تتحمل كل شيء في سبيل الحب.
معلش، أصلها طيبة وبتحبه، بس أعصابها تعبانة شوية. 😊

هذا النوع من الرجال الضعفاء الذي يتم التسويق له عبر الأفلام الرومانسية والأغاني قد تستمتع به المرأة لبضعة أيام، وتستمتع بعبوديته، لكن بسرعة تنتقل إلى الشعور بالملل، والبحث عن شريك قوي وقائد شجاع يملأ عينيها.

والرجال الضعفاء يبررون لأنفسهم الضعف والاستكانة والتذلل والإهانة بطرق عديدة.
إما تحت شعار الرغبة الجنسية التي لا يستطيع السيطرة عليها، فيتحمل الإهانة مقابل الحصول على الجنس.
أو أنه تعلم منذ الصغر أن الرجولة هي أن تتعرض للإهانة من النساء دون أن ترد، لأنه عيب ولا يليق.
أو أن صورة الرجل في عقله هي صورة عمرو دياب وتامر حسني وسومة العاشق، الشاب "الكيوت" الطري الناعم الذي يقضي حياته يتغزل في جمال حبيبته، ويتغزل في جمال النساء ويسعى لإرضاءهن.
أو الطفل الوحيد الذي عاش طفولته في تدليل أمه وسلطتها عليه، ليبحث عن أم بديلة تسيطر عليه ويسير وراءها ويطيعها حين يكبر في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من عمره.
أو رجل يخاف من أن يعيش وحيداً، يخاف من أن لا يسمع أحدهم يقول له إنه محبوب ومرضي عنه. يحتاج إلى رضا الآخرين عنه، ويعتقد أن واجبه في الحياة هو تقديم الخدمات لإسعاد الآخرين ولو كان على حساب نفسه وروحه وحياته.
هو رجل يتبع شهواته والموضة والإعلام، شاب "كيوت" على الموضة، النموذج الذي يتم التسويق له في الأفلام الرومانسية.

وبينما تتخطى الفتيات المراهقات مرحلة الإعجاب بالرجل الناعم الطري، وتنتقل إلى مرحلة النساء في العشرينيات من عمرهن، يظل هؤلاء الرجال المخنثين عالقين في هذه المرحلة إلى ما شاء الله، مرحلة الرومانسية والبحث عن ما يرضي النساء.
وهذا النوع المسكين ليس لديه اكتفاء ذاتي، جعان، محتاج، دائماً يبحث عن رضا الآخرين عنه، يبحث عن شخص يقدم له العواطف ويقول له إنه محبوب ومرضي عنه.
بينما الرجل القوي لديه اكتفاء ذاتي، يمكنه أن يقف وحيداً أمام العالم، لا يحتاج إلى أحد كي يرضى عن نفسه. يكتفي بعلاقته مع الله وتحقيق النجاح في الحياة. يستطيع أن يسير ألف ميل وحيداً بدون صحبة وبدون الحاجة إلى أحد.
يستطيع أن يشغل عقله وقلبه وروحه بأشياء كثيرة بعيداً عن صحبة امرأة، بالعمل، بالصلاة، بقراءة كتاب، باستكشاف العالم، بالفكر والثقافة والحرية، مثل الحصان البري في السهول أو الذئب على قمة الجبل.

علاج هذا النوع الضعيف الناعم يكون بالخطوات التالية:عدم مشاهدة تماما للأفلام الرومانسية، يعني مقاطعة كاملة لأي فيلم أو رواية أو حتى فيلم كارتون رومانسي يخاطب العواطف أو الغرائز. وهذا ينطبق على المقولات العاطفية وما تجده على الإنترنت من تخاريف كلمات الحب والهيام، مثل كلمات "إحتويها"، و"دفيها"، و"فلليها"، والعبط ده 🤣🤣🤣. ونصيحة لكل أب وأم، لا تسمحوا لأولادكم بهذه الأفلام والمقولات الحمقاء.

ونصيحة لكل شاب، ابتعد عن هذه الأفلام وتخاريف الإنترنت ممن يصطنعون الحكمة والرومانسية والعاطفية!! كي لا يصيبك المرض والعدوى والأفكار المزروعة فيها والتي تنتقل بسهولة للعقول حتى لو لم تلاحظ.

تعلم السيطرة على شهواتك، غض البصر، التقوى، العبادة، التحكم في الرغبات، خليك شبعان عينك مليانه. فالرجل يظل قويا طالما يتحكم في شهواته ورغباته الجنسية، والنساء تعرف ذلك جيدا، فلا تسمح لامرأة باستغلال نقطة ضعفك، ومن يقع تحت سيطرة شهواته، يسهل على النساء التحكم فيه والتلاعب به واستغلاله عاطفيا وماديا.


اشغل عقلك بما هو مهم، قضايا الأمة، الدين، عملك ومهنتك، كي ترتفع بعقلك من مرحلة الشهوة والعبودية إلى مرحلة القيادة والقوة والسيطرة.


تعلم أن تكون مستقلا، مكتفيا ذاتيا، تستطيع أن تشغل عقلك وقلبك وروحك بأشياء كثيرة بعيدا عن صحبة امرأة، بالعمل، بالصلاة، بقراءة كتاب، باستكشاف العالم، بالفكر والثقافة والحرية، مثل الحصان البري في السهول، أو الذئب على قمة الجبل.

تذكر، المجتمع والناس يحترمون الرجل القوي، والقوي هو من لديه إكتفاء ذاتي روحانيا وعاطفيا وعقليا. وأنت تستطيع الحياة وحيدا كرجل، مثل الذئاب المنفردة الحرة في الجبال والصحارى! يجب أن يكون شعارك في الحياة، ليس الجري وراءها للبحث عن رضاها، واعمل إيه علشان يرضيك!؟؟؟ 😂😱 ولكن يجب أن يكون شعارك، "اللي عايزني يجيني، أنا ما بارحش لحد" 😈.

عليك أن تجرب متعة الذئب الوحيد في البرية والصحراء، أو الغابة والجبل، كي تكتشف أن الاكتفاء الذاتي العاطفي هو أعظم نعمة من الله سبحانه وتعالى على الرجال. 🙂 رفيق السوء، الوحدة أفضل منه.

#د_خالد_عماره

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال