"توضع القواعد فقط للبيتا، وتُكسر للألفا".
شاب ألفا.
شاب عندما كان سنه ٢٥ سنة (علم، ووظيفة، ومال، وجمال، وعيلة)، تقريبًا كانت بتخطبه كل بنت تشوفه في مجال العمل أو خارج مجال العمل.
تعرفت عليه بنت متدينة خلوقة واتفقت معه على الآتي:
هتتقدم لبابا وتوافق على كل شروطه اللي أنا مش راضية عنها (شبكة، وقائمة، ومؤخر)، وأنا هجيب لك القائمة وهسلمك الذهب وهغير لك المؤخر اللي في القسيمة وهخليه جنيه.
- قالت له: "أنت عايز تدفع مهر كام؟" قالها: "٥٠٠ جنيه." قالت: "موافقة".
- قال: "طيب طالما موافقة، هخليهم ٢٠٠ ألف".
- قالت: "كله ليك، أنا والمهر وشغلي والعيال ليك".
متزوجين من خمس سنوات، والقائمة أخذتها من منزل أبوها سرًا وتم تمزيقها، والمؤخر اتكتب جنيه، ومخلفين طفلين.
وفرت لزوجها كل الضمانات التي تجعل الطلاق بيده فقط، ومستحيل هي تاخذ هذا القرار.
تفاصيل بمناسبة هذه الحكاية لمزيد من الإيضاح:
لا أذكر هل مر على هذه القصة خمس أو سبع سنوات، ولكنها من أيام الصفحة التي أغلقها حربايات مصر وكنت ما زلت أعمل بالسعودية.
اتصلت بي فتاة تعيش مع أبيها وأخوها بعد أن توفيت أمها، تقول إن صديقتها مخطوبة لشاب حسب وصفها "مفيش فيه غلطة، خريج كلية قمة بتفوق، غني، عائلة كبيرة، وسيم".
ولأنه متابع لصفحات الوعي، أصبح يعلم أن أي زوجة في مصر يمكنها طلاق الزوج بدون حضوره أو رضاه أو إبداء الأسباب، ويتحدث عن الضمانات التي تجعله مطمئنًا أن الطلاق بيده.
خطيبته تعتمد على أنه "طالما أنت زوج كويس، هطلقك ليه؟" وهذا يعني عند أي رجل مصري "طالما أنت زوج مطيع، هطلقك ليه؟" لأنه وقت الخلاف لازم يتم تنفيذ رأي واحد.
وليس لدى خطيبته أي مجال لإعطاء هذا الشاب أي ضمانات، فهذا غير مفترض، فالنساء في مصر لا تعطي ضمانات للرجال.
ووقت ميجيها كيفها وتطلقه، ربنا يعوض عليه في ماله وعياله.
وبدأت خطيبته في الضغط عليه نفسيًا، بعار أنه "مفيش راجل يخلي واحدة ست تمضي ورق أو ضمانات"، وبدأت تتحدث في الشغل عن أنه "مش راجل!" في حين أن جميع البنات في العمل عارفين أنها بتقول كده للضغط عليه وتدميره نفسيًا ليرضخ للعرف وينفذ ما تريده ويستسلم.
كانت قد قالت لي إنها ورثت من أمها ٨٠٠ ألف، وحاطاهم في البنك حساب جاري، ومعاها دفتر شيكات بنكية، وكانت معلومة على الهامش. وقالت إن لديها خلافات مع أبيها لأنها تعتبره رجل سيء الطباع جدًا. وقالت إنها تريد هذا الشاب ولكن تنتظر أن زميلتها تفسخ.
وفعلاً، زميلتها، إثر خلاف، شتمت الشاب واتهمته كعادة أغلب بنات مصر بأنه "مش واثق في نفسه"، لأن الراجل اللي ميثقش في مراته يبقى مش واثق في نفسه عشان يمضي وما يطالبش وكمان ما ينطقش.
سألتني: "هل أتحدث معه؟"..
قلت لها: "نعم، تحدثي معه".
تحدثت معه ووضحت له طباع أبيها، وعندما وافق على خطبتها، أخرجت دفتر الشيكات ووقعت شيك بنكي بـ٨٠٠ ألف جنيه، وهو كل حسابها في البنك للشاب.
وقالت له: "خلي ده معاك، أظن أنت كده متطمن، روح اخطبني، ووقع على قائمة، وأنا هجيب لك القائمة".
بعدها بأسبوع، حبت الخطيبة الأولى ترجع لأنهم مكنوش أعلنوا خطبتهم، وسألته: "أنت عايز ضمانات إيه؟"..
قالها: "خلاص، اعتبريني اتجوزت".
الزواج ده تم، والزوجة دي أحضرت القائمة ومزقتها قدام أبوها، ورجعت الذهب للزوج، وهو أعطاها ٢٠٠ ألف مهر، ورغم أنها شاركت في الجهاز بـ٢٠٠ ألف، لم تطالب بهم.
يعني كل اللي دفعه الزوج هو اللي شاركت به في الجهاز، وكارت فيزا مرتبها مع زوجها، وخلفت ولدين.
ليه أنا نزلت تفاصيل أكثر؟
لأني فكرت أن اللي نشرته في الجزء الأول كافي لوضوح القصة والهدف، ولكن اتضح لي أنه لم يكن كافيًا.
أنا لم أنصح هذه البنت بشيء إلا أني استمعت إليها وقلت لها إنه يمكنها خطبته، وسألتها: "هل تثقين فيه؟" قالت: "جداً، ولكن صديقتي تريد استغلاله".
أمجد صالح قطب.