الأندر المبلول..
اكتشاف الشباب المتزوجين حديثًا لعلاقات زوجاتهم قبل الزواج، والزوجة تقسم أنها من وقت ما دخلت بيته ملهاش أي علاقة برجالة. من سن ٢٠ سنة إلى سن زواجها ٣٠ سنة، وهي في رحلة البحث عن زوج مناسب، وحدثت خلال هذه العشر سنوات بعض التجاوزات. الموضوع مش نزوة عند البنت بقدر ما هو حالة طبيعية تنتاب البنت المصرية لتحصل على زوج مناسب. ثم إن المرأة كائن ضعيف عاطفيًا.
عندما يُفاجأ الزوج المصري بواقع غير ما كان يتصوره، فإنه يدخل في حالة من القلق تجاه مستقبله ومستقبل أولاده. فقد أصبح واعيًا لأن الطلاق بيد زوجته، وخسارته لماله ومسكنه كله متوقف على مزاجيتها. وأول ما يبدأ به حديثه معي: "أنا تزوجت وفق الأعراف المصرية واشتريت ذهب وكتبت قائمة ومؤخر ومراتي حامل، وكده أنا أصبحت متورط بالكامل. فهل هي صالحة للزواج؟ وإن كانت صالحة للزواج، فهل هي صالحة للإنجاب؟".
شاء الله أن عرف أهلها ببعض هذه التجاوزات، أو كانوا "مطنشين" بروتوكولات البنت الحديثة للبحث عن زوج. والزوج يسأل: "لماذا طلب أهلها في هذه البضاعة كل هذا الغُرم؟" على أساس أنه كان يتصور أن يصارحه أهلها. وهي في كل مرة تكرر نفس التبرير، وتقر وتعترف أنها شرف زوجها لأنه غرم فيها أموالًا طائلة، ولكن وفاءها له مرتبط بتاريخ دخولها منزله. فماذا يمكن أن تقدم له غير هذا؟ ثم إن ما حدث قد حدث، ويستحيل استعادة الماضي لتصحيحه، هذا إذا اعتبرنا أن ما حدث كان خاطئًا من الأساس، فهي كانت في رحلة بحثها عنه ووجدته.
ما زال الرجل المصري محملًا بعبء أن المرأة شرف الرجل، حتى مع انعدام سلطته على تقييد حركتها أو حتى إمساكها في ذمته!! فكيف تكون شرفه وهي بالقانون أكثر حرية منه؟ الزوج يقول إنه من حقه طالما غرم مالًا أن يحصل على زوجة بكر جسديًا وعاطفيًا. والزوجة تقول: "كيف؟ والبنات تتزوج في سن ٣٠ سنة". الزوج يقول إن أخواته البنات مش كده. والزوجة تقول: "كل العائلات تقول على بناتها إنهم مش كده".
الزوجة تخرج وتعمل، ودخلها مثل دخل الرجل، ثم إنها كوين مصرية تريد من العبد الذي دفع فيها مالًا أن ينفق عليها. فإذا رفض الزوج ولم تجد حلًا، شاركت في النفقة. ثم إنه يستحيل تقييد خروجها أو منعها من العمل، فقد تجاوز المجتمع المصري ذلك، وقد يعتبرك المجتمع مجنونًا أو سفيهًا عند أي محاولة لمنع طبيبة مثلًا من العمل.
فما الذي يمنعها من ممارسة الجنس مع غير الزوج؟ وربما أنها اعتادت على ذلك، فهل الآندر المبلول دليل على أنها مارست الجنس ولم تذهب للعمل؟!
هذا الحديث يدور يوميًا بيني وبين شباب. والبوست لمجرد تسجيل الأحداث وهو خالٍ من أي تقييم أو تزوير.
أمجد صالح قطب.
الشاب لازم يدرك الواقع الحالي، وعليه أن يدرك إنه مهما دفع من أموال وقدم من ضمانات، فهو مش هيقدر يثبت حاجة مش في إيده إثباتها. وبالتالي، ليس أمامه سوى أن يتعامل مع الواقع بشيء من العقلانية. وما في يده الآن هو تقليل غرمه وعدم الإسراف في زواج هو لا يملك فيه أي صلاحيات، ومحاولة الحصول على ضمانات من الطرف الآخر.
اليوم، البنت تقضي أغلب وقت يومها خارج المنزل، وده موجود وهي في بيت أهلها. بمعنى إنه لا رقيب ولا حسيب عليها. وبالتبعية، خلال الفترة دي بتحاول تتعرف على أي حد شايفة إنه ممكن يبقى زوج محتمل مناسب لها، وأي فرصة أفضل قدامها أكيد هتمسك فيها بإيدها وسنانها، لعل وعسى تحصل منه على معيشة أفضل ويحقق أحلامها اللي نفسها فيها، حسب ما فهموها: "لما تتجوزي، ابقي اطلبي من جوزك".
بكل المعطيات دي، أنت كشاب بقى عايز تدور على حاجة شبه مش موجودة، ولو فرضنا وجودها، مش هتقدر تثبت الأمر من عدمه. الكل يرى أن من هم تبعه غير الباقيين، ودي المصيبة، لأنه مش بيدور أو بيحب يقفل صفحة لو دقق فيها هتفتح عليه مشاكل هو مش حابب يخوضها.
الحل؟ ما تشتريش ولا تدفع تمن حاجة هلامية لا تعرف تثبتها، ولا تعرف تنكرها، ولا تقدر حتى تحكمها أو تملكها. تعامل مع الواقع بشيء من العقلانية، بإنك لا تبحث عن الغير موجود، وتوقع كل الاحتمالات. وده هيقودك إنك تبدأ فعليًا تدور على اللي تديك ضمانات، لأن مفيش حاجة مضمونة النهاردة.
الرجالة دلوقتي مش بتسأل غير سؤال واحد: "أتأكد منين إن خطيبتي مالهاش ماضي في ظل المدعكة اللي إحنا فيها دي؟".
وإن الريدبيل جاوبت على كل حاجة إلا السؤال ده تحديدًا.
بص يا معلم، خلينا واقعيين، ما تستناش من واحدة عايشة بقالها مثلًا 25 سنة بتختلط بالشباب في كل مراحل تعليمها، من الإعدادي لحد الكلية، وختمت بالشغل، كل حياتها وسط رجالة، ويبقى مافيش إكس، واللي مالهاش في الواقع، فالمواقع مليانة.
وجهة نظري لما بيتوجه لي السؤال ده هي إنك تتعايش مع الواقع وما تضحكش على نفسك، وكل اللي تقدر تعمله إنك ما تدفعش فلوس في الجواز اللي تخليك تزعل على خسارتها لو الماضي ظهر.
وبما إن دي حاجة كده كده مش هنتأكد منها واللي حصل حصل، فأحسن احتياطي هو إنك ما تدفعش فلوس وخلاص، وتعامل مع الكل على اعتبار إنها أرملة ألفا في مرحلة ما في حياتها، إلى أن يثبت العكس.
(وطبعًا إلّا ما رحم ربي علشان الناس بتوع "ما تعممش").
المجتمع المصري في لحظة محورية؛ إما أن يستكمل انحداره إلى أسفل سافلين ويكون أسوأ من الشرق والغرب في الانحلال الخلقي والتفكك الأسري، وإما أن يفيق ويستدرك التخريب الذي طال آخر عدة أجيال ونتج عنه فساد عريض. حتى يقرر المجتمع مصيره، فلا أنصح بالبقاء فيه ولا الزواج منهم، لأن عدم سريان ولاية الرجال على النساء يعني أن المرأة هي القَيّم على الرجل وبيته وماله وعياله، وهو خادم عندها وتملك تغييره مقابل مكاسب وتشجيع من الدولة العميقة.
وبالتالي، يكون المال والعيال والعشرة والموارد المنفقة في تأسيس الأسرة بمثابة مكتسبات خالصة للمرأة وأهلها، ولا يملك الرجل من ذلك مثقال ذرة. بل إن المرأة وأهلها يستقطبون الذرية ليكون ولاؤهم الأول والأخير للأم وأهلها، وتكون عداوتهم للأب وأهله. وهذا لم يكن حتى في أيام الجاهلية الأولى.